"أرض التجارب"- نقلة نوعية لقطاع النقل السعودي نحو مستقبل مبتكر

المؤلف: خالد السليمان09.19.2025
"أرض التجارب"- نقلة نوعية لقطاع النقل السعودي نحو مستقبل مبتكر

تعتبر منظومة النقل ركيزة جوهرية لتحقيق غايات التنمية الطموحة المنشودة في رؤية السعودية 2030؛ لذلك يشهد هذا القطاع تحولاً ديناميكياً مستمراً مدفوعاً بالابتكار والتطوير التنظيمي، وذلك لمواكبة المتطلبات المتزايدة لتبني التقنيات المعاصرة والاستفادة القصوى من الخبرات والتجارب العالمية في تطوير وتعزيز هذا القطاع الحيوي.

في هذا السياق، يبرز إطلاق وزارة النقل والخدمات اللوجستية لمشروع "أرض التجارب" كبادرة رائدة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، حيث تجمع هذه المبادرة المبتكرة ثلاثة أنماط متميزة من الخيارات في منطقة جغرافية واحدة، وذلك بهدف تمكين تقنيات القيادة الذاتية للمركبات المتصلة، وتعزيز استخدام المركبات الصديقة للبيئة، وتطوير التقنيات البحرية ذاتية القيادة وأنظمة الوقود النظيف، بالإضافة إلى دعم تقنيات الطيران المتقدمة مثل التاكسي الطائر وطائرات الدرون المستخدمة في عمليات التوصيل، فضلاً عن دعم جهود البحث والتطوير للتقنيات التقليدية والحديثة المستخدمة في عالم المركبات.

ولا يقتصر دور المشروع الطموح على تطوير التقنيات العصرية فحسب، بل يمتد ليشمل محاكاة دمج هذه التقنيات وترابطها الوثيق، وفهم آليات تشغيلها بكفاءة عالية، بحيث تكون قادرة على تقديم أداء متميز على أرض الواقع وتلبية احتياجات المستخدمين على أكمل وجه، مع تحقيق أقصى درجات الكفاءة التشغيلية التي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة من استخداماتها وتطبيقاتها العملية في المسارات الرئيسية التي تشمل النقل البري والطيران المتقدم والنقل البحري. ويضم المسار الأول أكثر من 15 ورشة عمل ومختبراً متطوراً مخصصاً لاختبار جودة القطع والمركبات، وتقييم مدى استدامتها وقوة اتصالها بالشبكات. بينما يشتمل المسار الثاني على مهابط ومختبرات متخصصة تهدف إلى دعم تطوير الطائرات بدون طيار واستكشاف الاستخدامات المبتكرة للتقنيات الجوية الحديثة. وفي المقابل، يعمل المسار الثالث على توفير بيئات اختبارية متكاملة لاختبار تقنيات الملاحة الذاتية والأنظمة البحرية الذكية، وذلك ضمن المختبرات أو المناطق المائية المخصصة للمشروع. وتهدف جميع هذه المسارات إلى تقديم الدعم اللازم للمطورين من خلال توفير برامج المحاكاة المتقدمة وإتاحة الفرصة لهم لاختبار أداء منتجاتهم في بيئات افتراضية متطورة قبل البدء في عمليات التصنيع أو الإطلاق الميداني، بالإضافة إلى وجود برج مراقبة متكامل مجهز بأحدث التقنيات لإدارة عمليات التشغيل والمراقبة اللحظية لجميع الاختبارات.

يجسد هذا المشروع الاستراتيجي الدور الريادي الذي تضطلع به وزارة النقل والخدمات اللوجستية في سبيل تمكين قطاع النقل من القيام بدوره المحوري بكفاءة واقتدار، وذلك من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة والإسهام الفعال في تحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة، واستقطاب كبرى الشركات والمصانع المتخصصة في صناعة المركبات، وتمكين الشركاء من الاستفادة القصوى من الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها المملكة في ظل رؤيتها الطموحة.

ويمتد هذا التمكين ليشمل كافة القطاعات الحكومية الأخرى، وذلك بهدف مساعدتها على تحقيق أهدافها المنشودة. فوجود قطاع نقل ديناميكي وفاعل ومتكامل يسهم بلا شك في تعزيز التكامل والتنسيق بين جميع قطاعات الدولة والقطاع الخاص، ليشكل بذلك حجر الزاوية في إستراتيجية العمل المتناغم التي تجسد جوهر الرؤية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة